يا ذوق لا تفسد على غيرك الذوق
خله عسى بشوفتك يكحّل عيونه
غايته انتي وانتي وانتي لك يتوق
عن الشك ثلاثة قطعاً يأكدونه
لا إحساسٍ ينوصف ولا به منطوق
جاك يمشي عسى رجليه يحملونه
ما همّه من قال عنه مطفوق
ولا من عذّال بالهوى يحسدونه
هذي أحلامه طارت بالسما فوق
كما طيرٍ أهل البنادق يرقبونه
شاف حظه يندب الحظ مخنوق
كيف الحظ يا هل العلم يندبونه
أضحى أسيرٍ لحلم بات مسروق
لا هو خذاه ولا هو صار مسجونه
قالوا على الدنيا غريبه
شوف كيف صرنا بها اغراب
هذا قريب يجافي قريبه
وهذا قريبٍ ما حوله اقراب
وهذا قريبٍ تفقده في مغيبه
وهذا قريبٍ ما تفقده لا غاب
وهذا قريبٍ على غيره مصيبه
وهذا قريبٍ من ربعه منصاب
وهذا قريبٍ استغلوه لطيبه
حتى من الطيب خاطره طاب
والآخر يكابر والطيّب يعيبه
وفي كل هرجه لا شك كذّاب
يبتدي الشك وتاخذه ريبه
وفي ابن عمه يشك و يرتاب
لا اقفى عنه ابتدا فيه غِيبه
ولحدٍ يردعه لا صار مغتاب
ما يحترم كبير لسنه وشيبه
ومن سواد قلبه الراس شاب
هذي الدنيا دورتها عجيبه
غربة قريب وسط الاقراب
يالله تجعل الخير من نصيبه
من تجمّل و للطيب كسّاب
بداية
القصة تعريف بسيط
من
هي ليلى
هي
بنت سليطة اللسان قوية الشخصية
آخذه
الأمور بشكل شخصي مع الحياة وأي واحد
ما
يعدي يوم عليها إلا وهي ضاربه أحد
جدة
ليلى عندها غنم وكل يوم ليلى
تأخذ
الغنم وترعى بها في الديره
تطلع
من الصبح بدري ولا ترجع الا قبل المغرب
وكل
يوم ليلى تنسدح على رجل جدتها
وهي
تفلي بشعرها حتى تنام
ليلى
كبرت وهي جميله بالحيل
وصارت عروسه والخطّاب
كل
يوم جايين لأهلها وليلى ترفض
تقول
لي شرط الي يكون فيه أتزوجه
قالت
الي بتزوجه لازم يكون ذيب ما يخاف من شي
كل
من سمع بشرطها قال خللو بنتكم
وحنطوها
عز الله شرطها صعب بالحيل
وبيوم
ليلى طلعت ترعى بغنم جدتها مثل العادة
تعبت
وتمددت تحت شجرة وعجبها البراد
وهو
يهب ويحرك شوشتها يمين ويسار
من
حماسها قامت تهز عقيصاتها يمين ويسار
وتغني
هب البراد و زانت النفسيه
بعدما
طيحت الي براسها رجعت انسدحت
وراحت
تفلي شعرها ولا حست إلا وهي نايمه
فتحت
عيونها إلا والليل قد دخل خلاص
وغنم
جدتها مو حولها وفزّت الصقره
صقره
لها سالفه (جدتها كانت تعزز لها وتبلفها
بالصغيره
والكبيره عشتي يالصقره كفو يالصقره)
راحت
تلف وتدور وعسى الله ييسر لها الطريق
وتلقى
غنم جدتها ولكن راح الوقت ولا استفادت شي
أهلها
وجدتها قلقوا عليها البنت للحين ما جات
يا
ربي دخيلك عسى البنت ما صار فيها شي
شافت
ضو بعيد وراحت له يمكن انهم ناس
مخيمين
خلني أروح لهم لعل الله ييسرها والقى غنم جدتي
وصلت
لعند الضو الا وهي نار شابه ولا حولها أحد
سمت
بالرحمن وتعوذت بالله من الشيطان
الا
وتسمع صوت من بعيد يغني ويقول
حبيبي
أرب بص وبص بص
زعلان
ازعل نص نص
هنا
صابتها ام الركب وانخرشت هذا جني جاي يلعب بعقلي
تخبت
ورا شجره وبتشوف من ذا الي يغني
الا
وهو ذيب يمشي مثل الآدمي
هنا
تأكدت يا جني يا سعلي (الوحش الي ياكل لحيمات الأوادم)
بس
الشكوى لله بتقعد متخبيه الى ان يطلع الصبح
شوي
الا ويجلس الذيب ويطلع غليونه وولعه
وصار
يدخن ويغني ويدندن وطربان
طاح
الغليون من يده بعدما غلبه النوم
وتطلع
ليلى تتسحب على أصابع رجليها
ودها
تنحاش قبل لا يصحى وياكلها
وهي
في طريق النحشه تعثرت بخشبه
وطلع
صوتها وهي تقول ركبتي
ويفز
الذيب من نومه ويناظر يمين يسار
بسم
الله الرحمن الرحيم
وش
الي سمعته لي خمس سنين ما سمعت
صوت
احد بالديره ذي
شكله
جني مهاجر ولا يعرفني ويبي يزعجني
سمعت
ليلى كلام الذيب وزاد خوفها
هذا
مو جني الا ذيب ذيب
الوكاد
اني بصير عشاه ولاّ غداه بكره
رجع
الذيب للنوم وصارت ليلى تزحف على بطنها
أبعدت
شوي عنه الا وهي تسمع
وحده
تقول يا ربي يا ربي
انك
تعييني يا ربي
طلعت
سحليه جنب ليلى تزحف
ليلى
بغت تصرخ من الخرشه
وش
ذا المكان الي كل شي فيه مو طبيعي
هربت
ليلى ورجعت لمكانها الي كانت نايمه فيه
تمددت
وقالت بنام والصباح رباح
نامت
وصحت على ضو الشمس
على صوت غنم جدتها
الا
والسحليه قاعده عندها
والذيب
يسولف معها
البنيه
ذي شكلها ضايعها ولا وش مبيتها بالخلا لحالها
وليلى
مسويه نفسها نايمه تبي تعرف
وش
عندهم ووش ناوين عليه
قالت
السحليه يا ولدي والله اني شفقانه عليها
هنا
قامت ليلى وقالت من انتم ووش سالفتكم
ذيب
و سحليه تسولفون مع بعض
هنا
انصدمت السحليه وانصدم الذيب
اعوذ
بالله انتي وش صايبك
لا
انا ذيب ولا هي سحليه شكلك فيك بلى
ليلى
الا والله انك ذيب وهي سحليه
رد
عليها يا بنت الحلال انا حمود وهذي امي
أي
بالله انه صادق هذا وليدي حمود وانا امه
ليلى
: شكلكم تبون تجننوني انت وياها
ذيب
وسحليه يتكلمون وهذا الغريب
ردت
عليها ام حمود
بسم
الله عليك يا بنيتي وش جاك
قالت
ليلى : انا كل يوم من سنين
ارعى
بغنم جدتي و لأول مرة انام
وصحيت
ولا لقيتها ولقيتكم انتم وسالفتكم الغريبه
العجوز
ام حمود : اعوذ بالله الوكاد انها مزون
شالت
الغنم عادتها اذا لقت الحلال ما معه راعي تشيله
ليلى
: مزون وش تطلع ذي
العجوز
ام حمود : هذي الي خلتني انا وولدي بالخلا
يعدّون
الناس من عندنا ولا يشوفوننا
وحنا
نصرخ ونتكلم وأول مرة احد يجينا
ويقول
يشوفني سحليه وولدي ذيب
شكلها
مسويه سحر لنا
بس هذا انا اشوف الغنم عندك
ليلى
: أمانه من جدكم أسحار وعلوم دجل
ايه صحيت ولقيتها
حمود
: أي بالله امي صادقه
مزون
تسعى وراي من سنين تبيني اتزوجها
وانا
اقولها يا بنت الحلال انا اشوفك اختي
وقعدت تحاول فيني سنتين
وتحاول في أمي إلى غثت أمي
وكرشتها انتي ما عندك احساس يا بنت
ومشت من عندنا وهي زعلانه
رقدنا وصحينا وحنا مثل ما لقيتينا
بس وش سوت فينا مدري الله لا يوفقها
ليلى : بديت اجيكم صادقين
أم حمود : يا بنيتي ما ندري وش نسوي
لنا خمس سنين على ذي الحاله
ليلى : وين مكان مزون الحين
حمود : مدري بس هي اكيد حولنا
حتى تراقبني وتنتظر اني اقولها
اتزوجك بس ردينا مثل ما كنا
بس تهبى اني اقولها
ليلى : طيب قولها وخلها تردكم
مثل ما كنتم واسحب عليها
أم حمود : يا بنيتي ما عودت ولدي
على الكذب خلينا كذا والله يفرجها
ليلى : طيب يمكن تقضون حياتكم
على وضعكم ذا
انا برجع لأهلي وأطمنهم علي
حمود : لا تعلمين احد بسالفتنا
يمكن يشوفوننا مثل ما شفتينا
و يذبحون الذيب والسحليه
ليلى : لا لا ما راح اقول
رجعت ليلى لأهلها وأهلها في استقبالها
وين كنتي اشغلتينا عليك طلعنا ندور
عليك بكل مكان ولا لقينا لك ولا للغنم
اي أثر وخفنا لا يكون جاك ذيب
ليلى : لا انا أبعدت عن مكان العاده
وتعبت ونمت ولا صحيت الا الصباح
الحمدلله انك طيبه ومافي شي
بس خلاص بنشوف راعي يرعى غنم جدتك
ليلى : لا مستحيل شي متعوده عليه من سنين
لا تحرموني منه
بس يا بنت حنا خايفين عليك
ليلى : لا تخافون اموري تمام وهي مرة
ولا راح تقلقون علي مره ثانيه
طيب براحتك بس لا تبطين وارجعي قبل
مغيب الشمس
راحت ليلى تنام
وتشوف بحلمها وحده ماسكه حبل تجر
دب وتقول هيا تنطقها واقولها
والدب يقول خلي حمود يقولها
و تشوفها تطلع من شعرها لبانه
قديمه واحد آكلها وراها بالأرض
مثل ذيك الي تنشب بالصندل
يوم تجي تحاول تطلعها ما تقدر
بس هي طلعتها من شعرها
وقالت حمود محد بيشوفه
إلا إذا فيه احد يحب الذيابه
وقتها يمكن يرجع آدمي مثل قبل
صحت ليلى من حلمها مبسوطه
خلاص إن شاء الله
حمود بيرجع مثل قبل
انا قلت شرطي ابي رجل مثل الذيب
أكيد إن رجعت اليوم بيكون
هو وأمه جالسين في مكانهم
راحت ليلى وشالت غنم جدتها
ورجعت لنفس المكان
لقت الذيب منسدح والسحليه
تسوي قهوه وتغني
بالله صبو هالقهوة و زيدوها هيل
واسقوها للنشامى عى ظهور الخيل
وليلى مصدومه للحين انتم كذا
حمود وأمه شلون كذا
ليلى : شفت حلم وشفت مزون
وقالت ما راح ينفك سحرهم
إلا إذا أحد جاهم يحب الذيابه
حمود : ومن يحب الذيابه عز الله
قعدنا على ذا الحاله حتى نموت
ليلى : طيب وين اهلك وابوك
وربعك
حمود : ابوي مات وانا صغير
وأهلي وربعي بديرة ثانيه
وأنا وامي عايشين لحالنا وهي
ودها تزوجني بس انا قلت ما ودي
الا بوحده سنعه وعن مية رجّال
أم حمود : ايه اتذكر يا ولدي
وأنا اشوف ليلى تناسبك
بس خلنا نفكك سحر الخبيثه عنا
ونروح نطلبها من أهلها
ليلى : انا موافقه اتزوجك
حمود : شكلك تبين تتزوجيني
مشفقه علي وعلى أمي
ليلى : لا والله بس انا كنت حاطه
شرط إن اللي يبي يتزوجني يكون ذيب
ويمكن الله أراد اني اشوفك
بالشكل الي كنت اتمناه بزوجي
وشفتك ذيب
حمود : متأكده انتي
ليلى : خلاص تعال انت وامك واخطبوني
من اهلي
أم حمود : يمكن اهلك يشوفوننا مثل
ما تشوفينها ذيب و سحلية
ليلى : تعالو بالليل وانا بقعدكم ورا البيت
وبقول لأهلي انكم مستحين تقابلونهم
لأنكم بالطريق تعرضوكم قطاع طرق
ويصير تتكلمون معهم من ورا جدار
حمود : بيكشفونا يا بنت الحلال
ليلى : انا مرتبه كل شي
أم حمود : على بركة الله
مشت ليلى لأهلها ورجعت قبل المغرب
راحت لجدتها وقالت لها قابلت
حرمه كبيره واعجبتها والليله
بيجون يخطبوني هي وولدها
جدتها فرحت وانبسطت
شكله ذيب هذا الي بيتزوجك
ليلى : هاه شلون عرفتي
نست انها حاطه هالشرط
جدتها : اعرف يا بنتي
تسوقها عليها
ليلى : وأمه سحليه
اعترفت ليلى بكل السالفه لجدتها
جدتها أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
وش ذا الكلام
ليلى : مو قلتي انك تعرفين
جدتها ايه لأنك حطيتي هالشرط
شفيك نسيتي
ليلى : يا ويلي علمتك الحقيقه
والجماعه جايين وانتي عرفتي حقيقتهم
جدتها : خلاص يا بنتي انا بساعدك
جاء الموعد وأهلها ينتظرون
وينهم ابطو علينا
ليلى متفقه معهم يبطون شوي
حتى تمهد لهم
: يمكن صار لهم شي بالطريق
إلا ويسعون صوت يا عرب
حنا مستحين نجيكم وملابسنا مغبره
و حالتنا حاله اعترضوا قطاع طرق
وحنا بطريقنا لكم واخذو الي لقوه معي
واطرحونا بالارض
ابو ليلى : لا حول ولا قوة الا بالله
وانتم طيبين
حمود : ايه بالله بخير
بس لنا مطلوب بنكلمكم من بعيد
ما نقدر نواجهكم بحالنا ذي
لو ما الوعد ما جينا الا وحنا
مبدلين ملابسنا لكن الديره بعيده
ابو ليلى : الحمدلله الأمر طيب
و ابشروا بالخير
حمود : جيناكم يا عمي انا وامي
خطب يد ليلى ودي اتزوجها
ابو ليلى : بس ليلى عندها شرط
ليلى دخلت بالسالفه عرض
: انا موافقه يا بوي
ابو ليلى : الف مبروك ومتى تجون تملكون
إن شاء الله
حمود : الله يبارك فيك يا عمي
بعد يومين إن شاء الله
ابو ليلى : على خير ان شاء الله
مشي حمود وأمه لمكانهم
وناموا
ليلى الصباح متحمسه راحت
وشالت غنم جدتها وراحت لهم
انصدمت شافت ذاك الرجال
الطويل الي منظره هيبه
وفيه وسامه وعنده ذيك العجوز
الي تسوي القهوة
جاتهم مصدومه فرحانه
أم حمود ام حمود
وراحت سلمت على راسها
انصدمت العجوز
بنيتي صار شي
ليلى والدمعه بعيونها : ايه يا خاله
انتي وحمود رجعتم مثل ما كنتم
حمود سمع الي قالته ليلى
ويسجد شكر لله
وأمه ترفع يديها فرحانه
الحمدلله الحمدلله
ليلى : خاله والله اني اسعد انسانه
اني ساعدتكم
حمود : ليلى تراك في حل من الي صار
لو ما ودك نتزوج خلاص ما اجي
واعتذر من أهلك
ليلى : لا والله انا ابيك زوج لي
أم حمود : طيب على بركة الله
رجعت ليلى لأهلها مبسوطه
عدت اليومين ويجون حمود وأمه
ومعهم هدايا واغراض للبنت وأهلها
والناس مستبشره بحمود وأمه
تم عقد القران وتزوج حمود من ليلى
وسكن حمود وأمه عند ليلى وأهلها
وعاشو حياتهم بسعاده وراحة بال
انتهت القصة
بعد مغيب الشمس
خلف الظلام الحالك
تنام عيون
وعيون بهمها سهرانه
وجوه تمر بالذاكرة بعضها مألوفه
بس الأسامي لا
راحت من الذكرى
غريبه عن الواقع
كتاب الأمس بمكانه
وصفحاته غطاها الحبر
وأدراج ملاها غبار
وأسرار مخفيّه عن الزوّار
بقت تذكار
من الآثار
كانت حكايا في أوراق مطويّه
تجثم على صدور تأملت كثير
في واقع التغيير
وأمواج تعصف بمراكب
تاهت في بحر من الضبابيه
تلعب بها الأوهام
وتقذفها بعيد
وتبقى روايه بالذاكره مخفيّه
